ارسال بالايميل :
2696
يمن اتحادي - متابعات
في تقرير متشائم ومقلـق توقع تقـرير الإيكونـومست لليمـن، استمـرار الحـرب حـتى العـام 2022م، وذلك إثر دعم بريطـانيا وبعـض حلفـائها لأهـداف القـرار الأممـي 2451 بشـأن الأزمـة اليمنيـة، وقـد استنـد التقـرير إلـى بعض الاستنتـاجات.
تصلـب المواقـف
ترفض بريطـانيا وحلفـاؤها، مبـدأ القضـاء علـى المليشيـات الانقـلابية بشكـل نهـائي، وتضـع هـذه الأطـراف جهـدها فـي المنطقـة لمنـع حصـول مثـل هـذا الأمـر، كمـا أن خـبرة بريطـانيا تؤكـد أن بقـاء الورقـة الطائفيـة والقبليـة فـي اليمـن، أمـر مهـم لمنـع وصـول التيـارات الوطنيـة والقـوميـة واليسـارية إلـى حكـم البـلاد، وهـذا التوجـه هـو مـا تسعـى إليـه بريطـانيا وحلفـاؤهـا، مـن خـلال تبنـي مواقـف تدفـع نحـو إيجـاد مخـارج سياسيـة للصـراع، وتدعـم هـذا التوجـه كـل التيـارات الراديكـالية فـي اليمـن، حـتى وإن أعلـن بعضهـا الوقـوف مـع الشرعيـة ولكنهـا مـن خلـف الكواليـس لهـا أجنـدتها الخـاصة.
إضعـاف قـوى الصـراع
ويقول التقـرير إن تحـالف دعـم الشـرعية فـي اليمـن، قـد ساهـم فـي الوصـول إلـى هـذه الحالـة مـن خـلال تدخلـه المباشـر لتحجيـم قـوة كـل طـرف، فالتقـرير لـم يعطـِ التحـالف زخـماً إيجـابياً يمكنـه مـن إحـداث فـرق فـي سـير المعـارك، كمـا يوحـي بـأن الأمـور خاضعـة لحسـابات دقيقـة فـي المنطقـة تمـس بشكـل رئيـسي مصـالح الـدول الكـبرى، ولا عـلاقة لهـا بالجـانب الإنسـاني ولا بمستقبـل الشعـب اليمنـي، فـي الوقـت الـذي تغـير مفهـوم الحـرب فلـم يعـد المنتصـر هـو الـذي يسيطـر علـى الميـدان فقـط، وإنمـا الـذي يفـرض شـروطـه علـى القـرار السيـاسي ويُسيطـر علـى الميـدان فـي نفـس الوقـت، والأكـثر خطـورة مـن ذلـك هـو، أن تقـرير الإيكونوميـست يُظهـر اليمنـيين علـى أنهـم بـلا قـرار ولا سيـادة، وقد استُهلـكت فيهـا القيمـة الوطنيـة والعقيـدة العسكـرية حـتى الاسـتنزاف، وسـوف يتـم دعـم عمليـات إرهـابيـة لإنعـاش المخـاوف مـن التنظيمـات الإرهـابية، الـتي قـد تظهـر بمسميـات جـديـدة ونمـط جـديـد، وبـأيـدي اليمنـيين أنفسهـم، إذا لـم يحـدث تغـيير جـذري لهـوية المشهـد الوطنـي فـي اليمـن عمـوماً.
استنتـاجات متشـائمة
بنـى التقـرير الـبريطاني توقعـاته على استنتاجات متشائمة تخـدم بالتـأكيد تجـار الحـرب، ويتوافـق مـع المـزاج الـبريطـاني تحـديـداً، وهمـش تمـامـاً أي دور لتفاعـلات الشـارع اليمنـي الـذي جـزم التقـرير أنـه لـن يحـدث، وأن الشـارع اليمنـي أصبـح رهـن الاعتقـال مـن جانـب بعـض الأحـزاب الـتي انتعـشت مصـالحها بسـبب حالـة اللا حـرب واللا سلـم الراهنـة، وهـذا أمـر يتطلـب بالفعـل إعـادة النظـر مـن قبـل التيـارات النظيفـة داخـل القـوى السيـاسية.
لـم يتحـدث التقـرير كيـف تـم إضعـاف كافـة الأطـراف، ولمـاذا؟ ولـم يفنـد القصـد مـن تصلـب المواقـف وتحـديـد مـن هـو الطـرف الشرعـي ومـن هـو المتمـرد، فذلـك سيقـود إلـى تحليـلات تفضـح سينـاريو المرحلـة ولازالـت الحاجـة شـديـدة لإنهـاك الخـزينة السعـودية والخليجيـة، والاستفـادة قـدر الإمكـان مـن هـذه الفرصـة الذهبيـة الـتي وفرهـا الانحـراف الأخـلاقي للقيـم الوطنيـة وثقـافة الانتمـاء فـي المجتمـع اليمنـي، بعـد أن انتهـت أحـلام الشعـب عنـد كيـس دقيـق ودبـة زيـت .. حـتى الراتـب لـم يعـد أولـويـة، لذا استخدم أعضـاء مجلـس الأمـن الـدولي مسـاء أمـس، في كلماتهم الجملـة التاليـة:
اليمنيـون أنفسهـم هـم الـذين عليهـم الآن حـل أزمتهـم .. بـأيـديهـم أن يصنعـوا مستقبـل أفضـل.
وتعـتبر مجمـوعة الإيكونـومست الـبريطـانية من أكـبر شركـات الاستخبـارات التابعـة للقطـاع الخـاص فـي العالـم، وتحصـل علـى استنتـاجاتها ومعلـوماتها مـن خـلال شبكـة واسعـة مـن المستخـدمين المحلـيين فـي مختلـف أنحـاء العالـم، والـذين غالبـاً يعملـون موظفـين فـي داخـل مكاتـب المنظمـات الإنسـانية والإغاثيـة العالميـة، الـتي تملـك حـق الوصـول إلـى أكـثر مناطـق العالـم سخـونة لأهـداف إنسـانية، كمنظمـة الصلـيب الأحمـر الـدوليـة مثـلاً وغـيرها.
اضف تعليقك على الخبر