بناء على دعوة كريمة من قبل قيادة شركة مصافي عدن للرد على ملاحظات وضعها المسئولون في البرنامج السعودي بخصوص اعمال تفريغ المنحة السعودية.
كانت الزيارة محصورة في اطارها الضيق هذا لكنها اتسعت لاحقا لتشمل امور كثيرة للغاية وتمكنت من معرفة اجابة لاسئلة كثيرة اعتقد ان الناس بحاجة الى معرفتها.
نسق لهذه الزيارة العزيز ناصر محسن شايف والذي للأمانة يعتبر دينمو المصافي ومحركها في التنسيق والايضاح وايصال المعلومة .
بدأت الزيارة عند العاشرة صباحا والتقينا بداية الامر بالمهندس المهندس سعيد محمد كبير المهندسين مدير المصافي بالنيابة الذي اخذنا بجولة في عموم المصفاة وتحديدا مشروع اعادة تأهيل محطة الكهرباء في المصفاة.
هناك وجدنا جهد صيني كبير حيث من المتوقع ان يتم خلال 6 اشهر الانتهاء من اعادة تأهيل محطة الكهرباء بقدرة 22 ميجا وات وهي اول عملية تأهيل شاملة منذ انشاء المصافي قبل عقود.
استمعت من المسئولين الصينيين لشرح واف عن عملهم ، الجهود المبذولة في محطة الكهرباء عظيمة وتستحق الاشادة..
ليس هذا موضوعنا..
توجهنا لاحقا الى مقر الادارة والتقيت بعدد من ابرز المسئولين في المحطة بينهم ، المهندس سعيد محمد كبير المهندسين مدير المصافي بالنيابة .. المهندس أحمد مسعد مدير العمليات .. فاروق خليفة مدير الإنتاج .. أحمد السيد مدير الحسابات .. كابتن علي عوض مدير ميناء الزيت .. عبدالقادر منصور مدير الطاقة .. عمر جبلي نائب مدير الإنتاج ممثل المصفاة الفني في لجنة المنحة السعودية .. محمد المسيبلي رئيس النقابه .. ناصر شائف المدير الإعلامي للمصفاة
بداية شكرتهم على دعوتهم الكريمة ونقلت لهم ملاحظات الاخوة في ادارة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول الصعوبات التي يواجهونها .
كان رد قيادة المصفاة واضحا بهذا الخصوص وقالوا انهم رحبوا منذ اللحظة الاولى واجروا مراسلاتهم مع ادارة شركة ارامكوا السعودية وابدوا استعدداهم لاستقبال الشحنة القادمة وهذا ماتم .
قال المسئولون في المصافي ان الشحنة الخاصة بكهرباء عدن تم تحديدها من قبل مسئولي وزارة الكهرباء ومؤسسة الكهرباء وتضمنت تقديرا ب62 الف طن من الديزل و30 الف طن من المازوت لمحطة الكهرباء.
بحسب المسئولين في شركة مصافي انهم تجاوبوا بشكل كبير مع كل ملاحظات البرنامج السعودي وانهم افرغوا كل الكميات الواردة بل ان الامر وصل الى تفريغ 10 الف طن متبقية الى سفينة قامت بتوفيرها المصافي بعد امتلاء الخزانات عن اخرها.
الى هنا والقصة والامور طيبة .
بالنسبة لي انا ذهبت الى المصافي لكي افهم قصة الفائض الضخم من الوقود الذي تسببت الاجراءات السعودية بكشفه في عدن وهذا هو الثقب الاسود الكبير الذي يهمني ان التمس طريقه والان سأبدا بالحديث عن الامر بحسب وجهة نظر المصافي ومسئوليها.
قام السعوديون بارسال اول شحنة والتي بلغت 62 الف وارسلوا الثانية 62 الف والثالثة كذلك في الاخير بلغ المجموع في حدود 190 الف طن وقود و90 الف مازوت..
جاء الارسال بناء على افادة مؤسسة الكهرباء ووزارتها .
- وصلت الشحنة الى ميناء الزيت حيث تم تفريغها الى خزانات المصافي وبعد 3 شحنات متتالية اكتشفت كل الاطراف ان مجموع الشحنة 190 الف طن من الديزل و90 الف من المازوت .
-بعد 3 اشهر من تشغيل محطات كهرباء (عدن - لحج- ابين- شبوة -حضرموت- المهرة) اتضح ان الاستهلاك الاجمالي لكل هذه المحطات ولـ 3 اشهر 90 الف طن من الديزل وفاض مامقداره 100 الف طن من الديزل ..)والسبب ان السعوديين استقدموا شركة خاصة تتابع خروج الوقود من شركة النفط الى لحظة تفريغها في خزانات محطات الكهرباء في عدن وغيرها.
المنحة السعودية ليست قضيتنا ابدا لانها تسير على مايرام بسبب هذه الاجراءات الحالية:
قضيتنا هي ماهو الثقب الاسود الذي ابتلع طوال 4 سنين 62 الف طن شهريا من الوقود داخل محطات عدن فقط؟ ..
توجهت بالسؤال للمسئولين في مصافي عدن وقلت لهم :" دعونا نتفق ان هناك عملية فساد ضخمة بهذا الخصوص وان جزء ضخم من وقود محطات الكهرباء يتم التلاعب به وان قرابة الـ 100 الف طن من الوقود تذهب الى جيوب خاصة.
قالوا :" نعم وبلا شك وقود عدن يتم ابتلاعه بعمل فساد منظم لكن الحكومة صامتة ويجب التحقيق في الامر.
قلت لهم :" طيب خلونا نفهم القصة من بدأيتها ، يبدأ الامر باعلان مناقصة ترسو غالبا على (التاجر احمد العيسي) احمد العيسي يورد المشتقات الى المصافي ..
طبعا انا تعمدت ان اذكر اسم العيسي بالاسم لاني اعرف ان في ناس كثيرة بيقولوا يافتحي ليش ماتذكر العيسي وانت تتجاهله .
وطبعا انا اتحدث هنا واعتقد ان مسئولي المصافي سيقرأون هذا المنشور.
المهم قلت لهم :" ايش يضمنا نحن ان العيسي يأتي بالكمية ناقصة وانتم توقعون له على ورق وتذهب الكمية الى محطات الكهرباء ناقصة.
قال مسئولي المصافي :" هذا مستحيل لاننا نستلم الكمية هذه ونضخها لاحقا الى خزانات شركة النفط وفق نفس بيانات المناقصة ويجب ان تكون مطابقة لما نضخه لذلك حتى لو فرضا تسلمنا كمية ناقصة شركة النفط ستطالبنا بالفارق وهذا مالايمكن التحايل عليه.
اذا في عملية تقصي الثقب الاسود الذي نحاول تعقبه وصلنا الى الخطوات الاولى .. العيسي ورد عدد من المناقصات بحسب افادة المسئولين في المصافي فإن الكميات التي اوصلها العيسي كانت كاملة (بحسب افادة مسئولي المصافي) .
تسلمت المصافي هذه الكميات وضختها الى شركة النفط التي بدورها تولت خلال الاشهر الماضية بل السنوات عملية توزيع المشتقات النفطية على محطات الكهرباء.
الكرة في ملعب شركة النفط في عدن .. عليها الاجابة عن الاسئلة الهامة واولها :" هل فعلا كانت الشركة تتسلم كميات الوقود كاملة من مصافي عدن والخاصة بكهرباء عدن؟
هل تسلمها بدورها كاملة ايضا الى محطات الوقود؟.
تتبقى حلقتين للوصول الى الاجابة كاملة.
حلقة لدى شركة النفط.
وحلقة اخيرة لدى مؤسسة الكهرباء بعدن نفسها..
بعيدا عن كل هذا .. دلائل الفساد في ملف وقود كهرباء عدن الا تستدعي تحقيقا حكوميا شفافا.
هناك ملايين الدولارات من اموال الشعب تم نهبها طوال 4 سنوات مضت ..؟
الا يستدعي الامر تحقيقا حكوميا واسعا ان الامر سيظل مجرد محاولة صحفي لكشف الحقيقة في انتظار شركة النفط .
بقلم
#فتحي_بن_لزرق
اضف تعليقك على الخبر