يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

عيدروس الزُبيدي.. بندقية تحت التأجير من إيران إلى أبوظبي

الأربعاء 12/يونيو/2019 - الساعة: 8:03 م
عيدروس الزُبيدي.. بندقية تحت التأجير من إيران إلى أبوظبي
 

صحيفة لوموند  الفرنسية:

عيدروس الزبيدي مرتزق للإيجار 

انتقل من ولاءه لإيران إلى العمل لصالح أبوظبي، استخدم نفسه لإرضاء جرائمه ونزعته العنصرية الاستعلائية منذ البداية. يعتبر نفسه سياسياً لكنه عكس ذلك تماماً بل يجيد قيادة الميليشيات المتمردة والتأثير على أمن اليمن وبقائها متماسكة قوية، ليصبح واجهة بنادق التأجير لصالح الإمارات ومشروعها في اليمن وقبل ذلك لإيران. عيدروس الزُبيدي، رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي -السلطة الموازية للحكومة الشرعية جنوبي اليمن- ولد 1967م منطقة زبيد جنوب مدينة الضالع. بدأ حياته ضابطاً في النجدة والقوات الخاصة قاد معارك مع الانفصاليين في حرب 1994 في "دوفس" وفر بعدها إلى جيبوتي المجاورة مع عدد من رفاقه ليبدأ تأسيس حركة "موج" للكفاح المسلح. في عام 1996م تم تشكيل حركة حتم (حق تقرير المصير)، وخلال عامي 1997 و1998م قاد عيدروس في مناطق الضالع العمليات المسلحة التي استهدفت، وقتلت عدد من أبناء القوات المسلحة في الضالع في عمليات مخططة، ومنظمة بصورة سرية. تزايدت عمليات استهداف الجيش والامن في الضالع، ووقعت مواجهات بين حركة عيدروس وقائد اللواء 35 مدرع في مناطق زبيد جنوب الضالع، وجحاف، وتمكن افراد القوات المسلحة والامن من القبض على عدد من افراد تلك المجموعات التابعة لعيدروس، واعترفوا أن كافة العمليات التي استهدفت الجيش كانت بقيادة عيدروس الزبيدي، ويتلقون الدعم والتمويل منه، وعلى إثرها حكمت المحكمة على عيدروس الزبيدي بالإعدام غيابيًا بعدة جرائم منها جرائم القتل والحرابة والخيانة لتلقيه اموالًا واسلحة من جهات خارجية. في عام 1999 حين بدأ العمل لتأسيس محافظة الضالع بدأت مشاورات لإجراء مصالحات في الضالع غاب اسم عيدروس الزبيدي. *التمويل يألف الزُبيدي أموال المخابرات الأجنبية، كما تمكن من الحصول على تمويل لعملياته وحركته من الخارج، وكان يحصل على دعم غير محدود من شبكة من المغتربين في اوروبا وامريكا، وكان كل فرد في الحركة يستلم راتبًا شهريًا لا يقل عن الف دولار، خاصة المقيمين في الخارج. في عام 2000م، وبعد انقطاع الدعم الخارجي عن عيدروس تحدثت مقربون منه عن تعرضه لنوبات عصبية وامراض نفسية خضع لعلاجات نفسية وعصبية، ومنعه الطبيب من تناول القات لأنه يفاقم من تدهور حالته النفسية، حتى ذهبت به اسرته الى معبر ذمار لمعالجته بالقرآن بسبب وضعه. ثم تلقى التمويل من إيران الذي تزايد بعد الثورة الشبابية الشعبية التي أسقطت نظام علي عبدالله صالح. والآن يتلقى التمويل من أبوظبي. *العمل مع إيران خلال هذه الفترة أي بعد انقطاع الدعم الخليجي لجماعة عيدروس وتهافت الكثير من قياداته واتباعه لتسوية اوضاعهم الوظيفية تحدثت مصادر عن اتصالات سرية لعيدروس مع جهات إيرانية، واستغلت المخابرات الايرانية لهذه الفرصة في رعاية، واحتضان هذه الجماعة المسلحة لكن البعض يرجع علاقة إيران بالمجموعات المسلحة في الضالع، والجنوب إلى حرب 94م، وتقديمها عددًا من المنح العلاجية لجرحى جنوبيين في إيران. من المؤكد أن إقامة علي سالم البيض في سلطنة عمان ثم الضاحية الجنوبية في لبنان التي مازالت إلى اليوم تمثل المكان المفضل لعبور النفوذ الايراني الى اليمن ساهم تعزيز علاقة هذه الجماعات المسلحة في الجنوب بالمؤسسات الايرانية المختلفة (العسكرية والامنية والمدينة) التي قدمت الدعم لعيدروس، واهمها الدعم اللوجستي، والفني وعلى اثرها تم توجيه جميع الموظفيـــــــــــــــن (عسكريين ومدنيين) في الضالع، والجنوب عامة لتسوية اوضاعهم العسكرية والمطالبة بالتعويضات، والمستحقات، وتم تشكيل العديد من اللجان لاستقبال الشكاوي والطلبات، والتظلمات، وتم معالجة كافة الطلبات وتم تعيين الكثير من تلك القيادات في مناصب عليا مختلفة في كافة قطاعات الدولة وتم استدعاء الكثير منهم من الخارج، وفق توجه مدروس. خلال عام 2013م رتب زيارات إلى إيران لعدد من القيادات كل فصائل الحراك الجنوبي، بالإضافة إلى قيادات محسوبة على تنظيم القاعدة. بعد الانتهاء مباشرة من معالجة تلك المطالب بدأت مرحلة جديدة في الضالع وهي عامي 2006 و2007 مرحلة الحراك السلمي في الضالع وجمعيات المتقاعدين العسكريين والعاطلين عن العمل، وخلال هذه الفترة تم تكوين عدد كثير من المنظمات والمؤسسات في الجنوب، والتي كانت على علاقة مباشرة بالضاحية الجنوبية وأمسك عيدروس بأهم هذه المؤسسات وهي الجيش الجنوبي، واشرف عليه بحكم تخصصه وخبرته وتهوره في هذا الجانب، وعمل على التواصل مع كافة القيادات والمنظمات لصناعة رأي مساند له في استعادة الجيش الجنوبي خطوة اساسية لاستعادة الدولة الجنوبية. استخدم عيدروس الزُبيدي معركة النظام مع أحزاب اللقاء المشترك عام 2006 لزيادة وجوده ونفوذه، كما استخدم عضويته في الحزب الاشتراكي لتقديم صورته في الضالع كمعارض. حين فقد النظام سطوته في الجنوب بعد ثورة الشباب 2011 كان الجو مهيئًا تمامًا لعيدو رس الذي تجنب العمل السياسي، والحراك السلمي، واتجه لتشكيل الكتائب المسلحة مستغلاً فراغ الدولة، وقام بفتح العديد من المعسكرات الثابتة والمؤقتة، واقام العديد من الدورات العسكرية للشباب، والتي كانت بعضها يتجاوز افرادها الالف مجند، . واقام معسكرًا ثابتًا ودايمًا في منطقته بزبيد، وتحدثت المصادر حينها عن مدربين ايرانيين، ولبنانيين من حزب الله اللبناني وعدد من الخبراء الاجانب، كذلك تم ارسال ما يقارب 3000 جنديًا على دفعات للتدريب في لبنان على مختلف التخصصات العسكرية والامنية، وكان المنسق الخاص له مع حزب الله القيادي ابو علاء الحضرمي، وتم تعيينه فيما بعد مستشارًا له عند تعيينه محافظًا لعدن عام 2016م. اعترف عيدورس بحصوله على الدعم من ايران، ويقول انه لجأ الى ايران بعد تنكر له في صحيفة (الطريق نيوز 7سبتمبر 2014م)، وكذلك عدد من التصريحات في مختلف المواقع، والصحف المحلية والاجنبية. مواقف الزُبيدي موقفه من الحوثيين: من ابرز مواقفه في دعم الحوثي قام بعمل رسائل تهديد للسلفيين في الضالع الذين يمنعهم، ويحذرهم ويهددهم من المشاركة في حروب دماج بصعدة الى جانب اخوانهم السلفيين ضد الحوثي وانتهت تلك الحروب بطرد السلفيين. الدفاع بالعديد من العناصر للذهاب الى صعدة للتدريب العسكري، بالإضافة الى مشاركتهم في الكثير من المهرجانات التي اقيمت في صنعاء، واهمها المشاركة في جنازة الهالك/ حسين بدر الدين الحوثي. إلى قبل اعلان المملكة العربية السعودية كان موقفهم من الحرب ضد الحوثيين التأييد المطلق للحوثيين، وقد كان يطلق على المتمرد عبد الملك الحوثي بالسيد، بل كان اتباعه يقولون أن هذه المعركة لا تعنينا، وفي ذات الوقت كانوا يرتبون مع الحوثيين على الاستيلاء على الجنوب، والحوثيون يسيطرون على الشمال. موقفه من الشرعية: لا يعترف عيدروس وجماعته بالشرعية بشكل واضح، وظل يعمل لتقويضها وإظهارها بأنها فشلت بشكل مدروس من خلال اغلاق كافة المؤسسات والمكاتب الحكومية في الضالع، والمناطق المحررة، وخاصة المصالح الخدمية التي تمس حياة المواطنين، وخصوصًا المؤسسات القضائية. كما قام محاربة كل ما يمت الى الشرعية والوحدة بأية صلة سواء قيادات او موظفين واقصائهم، وتصفيتهم، والعمل على تغيير الاعلام والشعارات وكثير من اللوائح والانظمة بأعلام وشعارات الجنوبية. وعمل على حرمان الحكومة من الايرادات، وتمويل ودعم، وتنظيم الفعاليات والاحتجاجات المناهضة للحكومة والشرعية. وعمل على منع، وعرقلة وصول أية دعم او ذخائر للجبهات في مريس واحتجاز الكثير من الذخائر في معسكرات تابعة لعيدروس في الحبيلين فمازالت هناك ذخائر خاصة بجبهة مريس محتجزة في الحبيلين لدى مختار النوبي ( قائد معسكر الحزام بالحبيلين من ابناء الضالع ويتبع عيدروس). ودعا أبو الجنوب ( هيثم قاسم الشعيبي- قائد كتيبة تابع لعيدورس بالضالع وقائد بالمقاومة تابع لعيدورس) إلى انسحاب المشاركين من ابناء الضالع المشاركين في معارك تحرير مديرية دمت، وذلك احتجاجا على قيام المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، والتحالف بتقديم عدد من الاطقم لدعم عملية تحرير دمت. كانت مصادر مقربه من عيدروس نقلت عنه انه وجّه بمنع خروج اية أسلحة من الحدود الشطرية السابقة باتجاه الشمال. يعمل عيدروس، وجماعته على عدم تقدم الجبهات في المناطق الشمالية وعرقلة اية انتصارات، ويتحدثون بضرورة الحفاظ على الحوثي قويًا في المناطق الشمالية لان نهايته نهاية للقضية الجنوبية كما يقولون، ويسعون لإظهار فشل الجبهات، وقياداتها للتحالف، كي يوجدون الهوة بين التحالف العربي وبين قيادات المقاومة. يسعون لإفراغ الشرعية من محتواها فيقومون بمحاربة، ومنع وعرقلة عمل المسؤولين الحكوميين، ويشترطون شخصيات من المقاومة الجنوبية، ويفتعلون المشاكل والعراقيل لعودة الشرعية لعدن، وانما يريدون بقاءها فقط كغطاء مؤقت من اجل استكمال السيطرة على الارض. موقفه من السعودية: لعيدروس وجماعته عداء قديم مع المملكة العربية السعودية من ايام الحكم الشيوعي في عدن قبل عام 1990م، وان ظهر في مواقفهم الحالية بعض الود للسعودية لكنهم في كافة لقاءاتهم التنظيمية يصفون السعودية بأنها العدو الاول لهم، لكنهم يسعون لاستغلال علاقتهم بوجود السعودية بقيادة التحالف لتحقيق مصالح مرحلة ليس الا كما يؤكدون ذلك لاتباعهم مرارًا وتكرارا، بل ويسعون لاستغلال اسم السعودية للتغطية والتمويه. قاموا أكثر من مره بإرسال متدربين عسكريين، وصرحوا انهم مرسلين للتدريب لدى التحالف في السعودية بينما هم في الحقيقة مرسلين الى اريتيريا للتدريب في المعسكرات التي تشرف عليها قوات إيرانية وإماراتية. هناك الكثير من الشعارات المعادية للسعودية في فعاليات جماهيرية اقيمت في الضالع منها فعالية يوم 7/7/2018م التي نكسوا فيها صور الملك سلمان وولي عهده، وكتبوا عليها عبارات معادية، وكذلك في الاحتجاجات التي نظمها الانتقالي في سبتمبر 2018م تنديدًا بارتفاع الاسعار، ورددت فيها قيادات وعناصر الان تقالي هتافات وشعارات مناهضة للسعودية. في إطار مساعيهم للتنظير بدولة الجنوب العربي كما يقولون يطرحون في العديد من لقاءاتهم ان دولة الجنوب العربي أقدم من اسم السعودية، ويقولون انهم لا يعترفون بها ويصفوها بانها دولة محتلة لنجد والحجاز. يطرح الكثير من القيادات العسكرية في الحزام الأمني الموالين لعيدروس أن علاقتهم بإيران استراتيجية دائمة، اما علاقتهم بالمملكة العربية السعودية "في علاقة مؤقتة تنتهي بتحقيق هدفنا في انفصال الجنوب، وذلك لن يأتي الا اذا توافقنا مع السعودية، وسنعود بعدها لعلاقتنا الاستراتيجية بايران". مع التحالف في عام 2015م واثناء المعارك في الضالع مع مليشيات الحوثي، وعندما زاد الحصار والضغط على معسكر الجرباء من قبل السلفيين والمقاومة الوطنية في الضالع؛ قام ضبعان بالتواصل مع عيدروس في اللحظات الاخيرة (ساعة الصفر)، وحضر عيدروس مع اتباعه، واستلموا مقر قيادة اللواء 33 معسكر الجرباء، وكان ضبعان في الاشهر الاخيرة قبل اجتياح الحوثيين للجنوب قام بتجميع الآليات والمعدات والاسلحة الثقيلة بما يقدر 80% الى معسكر الجرباء، وتم الترويج له أنه قام بتحرير المعسكر. كذلك في 2015م، واثناء المعركة مع الحوثيين في الضالع لم يشارك فعليًا في الحرب ضد الحوثي، وانما كانت مشاركة الفصيل التابع له صورية وشكلية فقط، حيث قام بتسليح الافراد التابعين له، وامرهم بالتوجه الى منازلهم، وقال لاحدهم هذه ليست معركتنا. بعد ان تم كسر الحوثيين، واخراجهم من مدينة الضالع، وعندما تركزوا في منطقة الشوتري الواقعة على الطريق العام بين مديريتي الضالع وقعطبة قام عيدروس بإرسال مجموعة من اتباعه تمركزوا في التباب الواقعة بين قرية لكمة صلاح والتبة السوداء، والتي تقع في النسق الثالث لميدان المعركة، وبعيدًا عن خطوط التماس، والمواجهات حيث توجد مليشيات الحوثي، وكانت تقاتل في النسق الاول في منطقة الشوتري مقاومة مديرية الحصين، وفي النسق الثاني في منطقة الوبح السلفيين، واستمر هذا الحال قرابة الشهرين حتى 8/8/2015م عندما اسقطت مقاومة مريس ودمت وجبن معسكر الصدرين في مريس، والذي تسبب سقوطه في ايدي المقاومة بانهيار مليشيات الحوثي، ودحرهم من محافظة الضالع بشكل كامل. في 2015م بعد دحر الحوثيين وتحرير محافظة الضالع بالكامل وجه عيدروس اوامره لا بو ماجد (يوسف مصلح الحكم- قائد عسكري تابع لعيدروس من الشعيب) بقطع بطائق مقاومة للموالين للحوثي وعفاش من المديريات الخمس، والترويج أنهم شاركوا في الحرب ضد الحوثيين من بدايتها، وامرهم يلتحقوا بالمقاومة ومكن لهم الامساك بأهم المناصب. ثم قام عيدروس وشلال بتصدير القيادات الموالين لهم الى محافظات اقليم عدن، وسيطروا على كافة مفاصل الدولة المهمة، واستبدال الكثير من الموظفين. بعد اقالة عيدروس من منصب محافظ عدن أقدم على عقد عدد من صفقات تبادل الاسرى مع الحوثيين بدون علم أو تنسيق مع قيادة الجيش الوطني والشرعية، حيث قام في 2016م قام بعملية تبادل للاسرى مع الحوثيين في منطقة بيت اليزيدي بعد خطوط المواجهات مع الحوثي في مريس، كذلك في عام 2017م تمت عملية أخرى لتبادل الاسرى بين عيدروس والحوثيين في منطقة يعيس في مريس بالضالع. إطلاق الجواسيس الذين كان يتم القبض عليهم في المناطق المحررة اكثر من مرة ويعملون لصالح مليشيات الحوثي، خصوصًا في مديرية الشعيب حيث كان يتم اطلاقهم بتوجيهات من عيدروس بحيث لم تكن تزيد مدة احتجازهم اكثر من ليلة واحدة فقط.  

اضف تعليقك على الخبر