- شريط الأخبارأخبار محلية

التصعيد العسكري الحوثي على مأرب وانعكاساته على الحالة الإنسانية.. في ندوة على هامش الدورة 46 لمجلس حقوق الإنسان

يمن اتحادي – خاص

نظمت اليوم المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام بالتعاون مع ائتلاف النساء المستقلات ندوة على هامش مجلس حقوق الإنسان الدورة 46، بعنوان “التصعيد العسكري الحوثي على مأرب وانعاكاساته على الحالة الإنسانية”.

وفي بداية الندوة قال رئيس المنظمات الاوربية المتحالفة من اجل السلام في اليمن فيصل القيفي: “إنه في الوقت الذي يكثف المجتمع الدولي مساعيه لإحلال السلام باليمن صعدت مليشيا الحوثي من هجومها الوحشي على مدينة مارب ودفعت بعشرات الآلاف من مقاتليها لاقتحام المدينة الآهلة بالسكان من عدة جبهات بعمليات عسكريه غير مسبوقة”.

مضيفًا أن مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن جريفيت عبر عن ذلك الهجوم الوحشي بالقول إن استئناف الحوثيين للعمليات العسكرية مبعث قلق في وقت تجددت فيه المساعي الدبلوماسية الهادفه لإيقاف الحرب واحلال السلام.

وأكد القيفي أن الهجوم على مأرب من قبل المليشيا الحوثية في هذا الظرف هو سلوك متعمد ومنهمج تقوم به المليشيات بهدف عرقلة المساعي الدولية ونسف فرص السلام في اليمن وتأكيدًا على منهجيتها الوحشيه في التعامل مع كل يختلف معها بل ويعد وإصرارًا واضحًا على رفضها لأي مساعٍ سلمية والتوقف عن تمردها على الدولة وخنقها للشعب اليمني واستعباده.

مشيرًا إلى أن هذا الهجوم الوحشي دليل على أن المليشيا الحوثية لا تريد إحلال السلام ولا تومن بالحوار وترفض القرارات الأممية، ولا تحترم القانون الدولي الإنساني.

وأضاف قائلًا “وفي هذا السياق نؤكد أن الهجوم على مدينة مأرب له آثار كارثية على الصعيد الإنساني باعتبار مدينة مارب تحتضن أكثر من مليوني نازح من الذين شردتهم المليشيات من المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وفي مدينة مأرب يوجد 90 مخيمًا للنازحين تضم أكثر من نصف مليون امرأه ومئات الالاف من الأطفال”.

لافتًا بقوله “حذر مسئول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك من المخاطر الإنسانية لهجوم المليشيات على مأرب قائلًا إن الهجوم على مأرب سيعرض مليوني مدني للخطر وأن ذلك سيتسبب في عواقب لا يمكن تصورها، ورغم التحذيرات الدولية والأممية من عواقب الهجوم وانعكاساته الكارثية على الوضع الإنساني فان المليشيا الحوثية تستمر بعملياتها العسكريه والتحشيد للهجوم على مأرب وتزج بمئات الأطفال إلى جبهات القتال في مأرب ليلاقوا حتفهم غير آبهة بالدعوات الأممية كونها جماعه لا تحترم القانون الدولي الإنساني ولا تلتزم به، فمن خلال واقع هذه الجماعة وأعمالها وعدوانها الوحشي على مأرب وتحشيدها للمقاتلين على أسس مذهبية دينية متطرفة فإن التوصيف القانوني الدقيق والصحيح للعمليات العسكرية التي تشنها المليشيا الحوثية على مارب هو اعتبار تلك العمليات العسكرية هجومًا إرهابيًا من جماعة ارهابية متمردة خارجة عن القانون والدستور تتحرك لخدمة السياسات الإيرانية تحت إشراف ودعم الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني المصنفة منظمات إرهابية، وفي المقابل فإن الدولة اليمنية لها أن تمارس حقها الدستوري في استعادة الدولة والعمل على مواجهة التمرد والإرهاب بكل الوسائل الممكنة والمكفولة بحسب الدستور والقانون والمواثيق الوطنية والدولية”.

وطالب الفيفي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وقبلهم الحكومة اليمنية بتصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية والتعامل معها على هذا الأساس وتكثيف التعاون والتنسيق بما يكفل القضاء على الإرهاب.

من جهته تحدث منصور الشدادي رئيس البيت الأوربي اليمني لحقوق الانسان، عن الانتهاكات والجرائم الجسيمة التي ترتكبها الميليشيا الحوثية في مأرب وقال: “منذ السابع من فبراير شنت الجماعة الحوثية هجمات هي الأوسع والأكبر منذ انطلاق الحرب اليمنية في العام 2014، شملت الهجوم من محاور متعددة وشملت كل المديريات المحادة لصنعاء والجوف والبيضاء وتشمل رغوان مدغل ومجزر من الشمال، صرواح من الغرب، وكذلك مديريات جبل مراد، رحبه وماهلية من الجنوب الغربي، يقطن هذي المديريات بالإضافة إلى ساكنيها عشرات الآلاف من النازحين من مختلف مناطق الجمهورية المسيطر عليها من قبل الميليشيات الإرهابية، وتوجد مخيمات كبيرة في بعض المديريات كمخيم ذنه والروضة ومخيمات أخرى صغيرة متفرقة في بعض المديريات”.

وأضاف الشدادي “يهدف الحوثيون من التصعيد إلى محاولة إجبار النازحين إلى الهرب، وإحداث عبء كبير على المنظمات والسلطة المحلية، بغية تحقيق أهداف عسكرية والوصول إلى المدينة، فهذه الأعداد المهولة من اللاجئين ستتفرق مع تصاعد المعارك وهو ما يهدد بمأساة انسانية بدأت مؤشراتها تظهر بسقوط الكثير من القتلى والجرحى والمدنيين وبدء نزوح الكثير من العائلات من هذه المناطق تحسبًا وخوفًا من اقتراب المعارك من مدينة مأرب ومايزيد من خطورة الوضع هو عدم وجود بدائل قريبة وجاهزة للنازحين في الوقت الحالي”.

ولفت قائلًا “لا تتردد الجماعة الحوثية عن ارتكاب أي من الانتهاكات التي تعتقد أن تكون طريقاً لها إلى تحقيق نصر عسكري، ومعظم الإنتهاكات التي تتعرض لها المحافظة منها الصواريخ البالستية والمقذوفات؛ فقد تعرضت مدينة مأرب في شهر فبراير لسقوط حوالي 10 صواريخ بالستية والعديد من قذائف الكاتيوشا، منها أربعة في ليلة واحدة وأحدثت أعدادًا من الضحايا المدنيين من رجال ونساء وأطفال، كما تستخدم المليشيات الضرب بالطيران المسير؛ حيث تعرضت مديريات مدغل ورغوان والجوبة وكذلك مخيمات النازحين في صرواح للضرب المستمر والممنهج بالطيران الحوثي المسير مستهدفاً البيوت وإقامات السكن والتجمعات الحيوية، كما تعمد المليشيات إلى زراعة الألغام في محيط المخيمات والطرق، سواءً عبر التسلل وزرع الألغام أو في طرق الأماكن التي سيطروا عليها كما يحدث في مدغل ومجزر وماهلية وقانية وغيرها، وبحسب إحصائية جديدة حصلنا عليها من قبل الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين مأرب فإن عدد النازحين الجدد خلال الفترة منذ بداية التصعيد الحوثي في السابع من فبراير حتى نهاية الشهر يشمل: 2,059 اسرة و 14,413”.

وختم الشدادي كلمته بعدد من التوصيات وقال: “إننا من هنا وكمنظمات مجتمع مدني وعبر التواصل مع لجان التنسيق المحلية في مأرب والإدارة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، وإزاء اقتراب المعارك من مأرب وتهديدها لمخيمات النازحين المجاورة لها نناشد المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة في اليمن ومجلس حقوق الانسان والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية من أجل العمل على منع تدهور الوضع الانساني في مأرب من خلال حزمة من القرارات وعلى رأسها: قيام البعثة الاممية والمجتمع الدولي بأدوارهم في حماية المدنيين وانشاء منطقة آمنة تبعد المعارك عن محيط منطقة مأرب بهدف حماية مئات الالاف من المدنيين المهددين بالنزوح الى أماكن مجهولة حتى اللحظة”.

كما دعا المنظمات الانسانية الى الإمداد العاجل لمناطق النازحين بالمستلزمات اللازمة للبقاء من مواد غذائية وعناية وفرق طبية، مؤكدًا ضرورة إلزام ميليشيا الحوثي بعدم استقدام اي تعزيزات عسكرية في مأرب وجوارها.

داعيًا المنظمات الأممية والإنسانية العالمية والمحلية والمنظمات الحقوقية إلى فتح فروع دائمة لها في مأرب تواكب الحالة الانسانية المتدهورة هناك وتقوم بالرصد والتوثيق للانتهاكات في حق المدنيين في مأرب ومخيمات النزوح المحيطة بها، كما دعا المبعوث الأممي ومكتب الأمم المتحدة للنزول إلى مأرب وتقصي الحقائق عن قرب وتقديم الصورة الصحيحة لحقيقة الوقائع على الأرض.

رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نجيب نجيب السعدي تحدث عن أوضاع النازحين في مأرب والحالة الإنسانية، وذكر أن محافظة مأرب استقبلت معظم النازحين الفارين من العنف في مناطق سيطرة الحوثيين منذ الانقلاب الحوثي في سبتمبر 2014، حيث استقبلت مأرب حتى الآن (2،231،000) مليونين ومائتي وواحد وثلاثين ألف نازح. و يشكل النازحون في مأرب 60٪ من إجمالي عدد النازحين في اليمن ويعادل ذلك 7.5٪ من إجمالي السكان في اليمن، ولذلك ارتفع عدد السكان الإجمالي في محافظة مأرب إلى 2،707،544 نسمة.

مؤكدًا أنه بحسب المسح الذي نفذته الفرق الميدانية للوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين، فإن عدد المخيمات في مأرب تبلغ 139 مخيمًا، تأوي 31،411 أسرة نازحة، بإجمالي 219،877 فردا، ومقابل ذلك، تتواجد 282،122 أسرة في المجتمع المضيف في مأرب بإجمالي 1،974،845 فردا، وتستمر هذه الأرقام بالارتفاع كل يوم في ظل استمرار موجات النزوح إلى مأرب بسبب التصعيد الحوثي.

وذكر السعدي أن الحوثيين استأنفوا هجومهم على مأرب منذ مطلع فبراير 2021، ما أدى إلى النزوح الثاني أو الثالث لـ 1,517 أسرة نازحة، بواقع 12,005 فردا، في مديرية صرواح غرب مأرب، مشيرًا إلى حالة النازحين في مأرب الذين يعيشون أوضاعًا سيئة جدًا مع انعدام الخدمات المقدمة لهم.

وذكر السعدي أن عمل المنظمات ضعيف بسبب أن المنظمات لازالت تدير العمل الإنساني في مارب من صنعاء وهذا يجعلها تحت ضغط جماعة الحوثي، وأن 80% من نازحي مأرب هم فارين من اضطهاد وتنكيل جماعة الحوثي وهذا يعقد الوضع أكثر فهم ليسوا فقط بحاجة غذاء وإيواء بل وبحاجة لبرامج حماية، وهناك هجرة للعمل إلى مأرب بلغت مايقارب يقارب مليون شخص، مؤكدًا تدفق المهاجرين الأفارقة إلى مأرب، كما ذكر أن هناك تدفقًا للمهاجرين الأفارقة إلى مأرب وأن هذا التدفق شكل ضغطًا كبيرًا على الخدمات وعلى البنية التحتية في مأرب.

وقال السعدي :”إن استمرار جماعة الحوثي في مهاجمة مأرب يعرض قرابة ثلاثة ملايين وخمسمائة ما بين نازحين وهجرة اقتصادية ومهاجرين غير شرعيين يعرض حياتهم للخطر ويهدد بحدوث أكبر موجة نزوح في العالم إذا استطاعت جماعة الحوثي دخول مأرب، ففي صرواح وحدها، يوجد 9 مخيمات تضم 2,460 عائلة تتكون من 17,220 فردا”.

وسرد السعدي الكثير من انتهاكات الحوثيين التي وثقتها الفرق الميدانية للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، ففي مخيم لفج : تعرض المخيم الذي يضم 49 أسرة نازحة في 8 فبراير لقصف المليشيات الحوثية بالمدفعية والهاون، مما أدى إلى التهجير الثاني لجميع الأسر باتجاه مخيم ذنة الصوابين، وفي مخيم الزور: تعرض المخيم الواقع في مديرية صرواح والذي يأوي 570 أسرة نازحة في 10 فبراير و11 فبراير إلى قصف من قبل الحوثيين بالأعيرة النارية وقذائف الهاون، مما دفع 570 أسرة إلى المغادرة باتجاه مدينة مأرب بحثًا عن الأمان، وفي 14 فبراير، اقتحم الحوثيون المخيم وأحرقوا بعض المنازل ولغموا البعض الأخر، كما زرعوا الألغام في الطريق المؤدي إلى المخيم وفي أوساط المساكن، وفي 17 فبراير قام الحوثيون بقصف جامع الزور والمنازل المحيطة ما أدى إلى تضرر الجامع وعدد من المنازل، أما في مخيمي ذنة الصوابين وذنة الهيال : استهدف الحوثيون المخيمين بشكل مباشر بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون مما أجبر 450 أسرة على النزوح إلى روضة صرواح، فيما منع الحوثيون 470 أسرة أخرى من المغادرة واستخدموهم كدروع بشرية، وحتى اليوم ، لا تزال هناك العديد من العائلات محاصرة من قبل الحوثيين في المخيمين.

وطالب السعدي في توصياته الحوثيين باحترام القانون الدولي الإنساني والتوقف عن استهداف المدنيين والنازحين وفتح ممرات آمنة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إليهم، كما ناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على مأرب واستهداف النازحين وتجنيبهم مراحل جديدة من النزوح، وناشد المنظمات الدولية والإغاثية العاملة في اليمن للتحرك بشكل عاجل لتقديم الإغاثة للنازحين والتخفيف من معاناتهم.

من جهتها تحدثت يسرى بيرق، الصحفية والناشطة في المجال الإنساني، عن تجربة المدنيين في مأرب وقالت :”يشكل النازحون وأنا واحدة منهم قلقا كبيرًا وازمة ضمير لدى مختلف الأمم والشعوب بشكل عام ولدى المنظمات العاملة بشكل خاص، وهناك قصص كثيرة يرويها مواطنون يمنيون تعامل معها الإقليم والمجتمع الدولي في كثير من الإحيان على أنها قضايا سياسية وخلاف داخلي فقط، دون العودة إلى الآثار الإنسانية والجراح الأليمة التي خلفها هذا التشرد والنزوح، وذكرت بعض الأمثلة؛ محمود (35 عاماً)، وهو نازح من أبناء تعز في مدينة مأرب، المعاناة التي جمعت بين التشرد والقهر والحرمان واضحة على معالم وجهه رغم محاولته إخفاء تلك المعالم الناتجة عن رحلة طويلة مع النزوح والبحث عن حياة بأقل متطلباتها والحصول على مأوى آمن يسكن محمود، في غرف صغيرة بناها من اللبن، فيما تتنوع طبيعة ما يسكنه النازحون بين خيام، وكونتيرات (مبنية من الحديد) ومبان طينية وأخرى قليلة مبنية من البلك أو الطوب، يشير محمود إلى إن المخيم يفتقر لكل الخدمات الحياتية والأساسية مجتمعة”.

وأضافت بيرق” لقد كانت الجفينة، المخيم الذي يقع في أطراف المدينة جنوبًا، ملجأً لآلاف الأسر النازحة بعد أن ضاقت بها إيجارات الشقق السكنية المرتفعة ذرعاً – وفقاً لنازحين في المخيم الذين قالوا إنهم يواجهون كثيراً من مصاعب الحياة في مخيم يفتقد للحد الأدنى مما يلبي حياة بسيطة لنازح.

لافتة “يعيش النازحون في مدينة مأرب ظروفا ومعاناة صعبه بداية مع المعارك واحتدامها مرورا بفيروس كورونا وكثير من الأوبئة والأمراض وذلك بسبب اكتظاظ المخيمات وشحة الموارد وغياب شبكات الصرف الصحي وأيضًا هطول الأمطار الغزيره والسيول وطقس المدينة الجاف!! ومازالت موجات النزوح مستمره للمدينة حتى أن هناك أسرًا نزحت للمرة الرابعة والخامسة بسبب احتدام المعارك واشتدداها بشكل مستمر وبالقرب من بعض هذه المخيمات كمخيم الزور والذي يضم تقريبا 600 أسرة ومخيم ذنة.

مشيرة إلى أن مأرب لطالما اعتُبرت بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلّت مستقرة لسنوات، لكنهم أصبحوا الآن في مرمى نيران.

واردفت قائلة “منذ عام ونيّف، يحاول الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على محافظة مأرب بهدف وضع أيديهم على كامل الشمال اليمني، وللمرة الثانية خلال خمسة أعوام، وجدت أسرة أحمد كغيرها من مئات العائلات النازحة، نفسها مضطرة للفرار من مخيم الزور في صرواح على بعد 30 كلم من مدينة مأرب، جمعت الأسرة حاجياتها البسيطة وفرت إلى مخيم في منطقة جو النسيم التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن مأرب شمال غرب المدينة، وكانت أسرة أحمد نزحت عن منزلها في 2016 من تعز في جنوب شرق اليمن واستقرت في مخيم الزور قبل أن تضطر الأسبوع الماضي لمغادرته، ويقول محفوظ أحمد الذي جلس داخل خيمة يتشاركها مع عشرة أشخاص”كنا نحو 600 أسرة تعيش في مخيم الزور، والآن تشتتت” هذه العائلات، ويضيف “البعض ذهب للسكن مع أقرباء له، وهناك ثلاث إلى أربع أسر تسكن في خيمة واحدة هنا، وأحيانا سبع عائلات في خيمة واحدة، الوضع لا يعلم به إلا الله”، بالنسبة لزوجته حورية، فإن الوضع لا يطاق، وتقول “نحن نعيش في خيمة واحدة، الحمام داخل الخيمة والمطبخ أيضًا، نحن عشرة أفراد ننام في هذه الخيمة أسرتان في خيمة واحدة، وتشكو حورية أن أطفالها لا يستطيعون التعلم، موضحة أنهم تركوا المدرسة، قائلة: كنا بخير في السابق وكانوا يدرسون ولكن الآن تركوها، لم نجد المدارس ولا المدرسين ولا نعلم كيف نتصرف من أجل مصلحتهم”.

مضيفة “وفي وضع سيء للغاية في مخيم جو النسيم، بدأت الأسر التي قدمت مؤخرا، بالاستقرار، ولكنها تخشى أن يطول القتال ويتوسع، ويفتقر الموقع إلى أبسط الاحتياجات الأساسية، بحسب النازحين ومنظمات إنسانية، وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة أوليفيا هيدون لوكالة فرانس برس إن الوضع سيء ومعظم الأسر بحاجة ماسة إلى المأوى والمواد الغذائية والمياه والصرف الصحي والمساعدات الصحية و الغذائية، وبحسب هيدون، نزحت 1048 عائلة من منطقة صرواح وحدها منذ الثامن من شباط فبراير الجاري.

وقالت بيرق “الفرار ليس بأمر جديد على علي التهامي الذي يصف حياته بالصعبة جدا ونزح التهامي في البداية من الحديدة في غرب اليمن ثم إلى محافظة ذمار في وسط البلاد قبل النزوح إلى مأرب، ويقول: واجهنا معيشة صعبة ثم نزحنا إلى صرواح، ولكن أتتنا مشاكل الحرب، بعد ذلك نزحنا الى مأرب، نحن مستاؤون من الوضع في بلد يشهد أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم ويواجه ملايين من سكانه خطر المجاعة، ويضيف بحسرة: فاعل خير تبرع لنا بالخيمة، أولادي مرضوا من شدة البرد، لا نملك البطانيات ولا خزانات مياه، حتى الحمامات غير متاحة لنا”.

واختمت بيرق كلمتها بأن الحوثي جماعه إرهابية لا يمكن أن يتم التفاهم معها أو حتى القيام بهدنة معها لأنها تجاوزت كل الحرمات بقصفها النازحين والمدنين العزل.

و تحدث د. ستيفن إريك برونر – الولايات المتحدة الأمريكية المدير المشارك لـ ICDD وأستاذ مجلس المحافظين للعلوم السياسية قائلًا “أشعر أني منخرط في هذا الأمر، لأني قبل 10 سنوات زرت دارفور وحضرت أزمة دارفور وزرت عددًا من المخيمات ويمكنني القول أن ماقلتوه عن المخيمات هو أمر صحيح وأنا أتعاطف كثيرًا مع القاطنين في المخيمات، ومن منظور الغرب فإن البلدان في الغرب تنظر إلى ليمن كأفقر البلدان في العالم وهذا ما يخلق حسًا في التعاطف، ولكن يخلق حسًا في عدم الاكتراث، والاقتصاد اليمني قد واجه صعوبات كثيرة في السنوات الأخيرة ونرى الكثير من الأشخاص في اليمن يعانون من المجاعة وسوء التغذية، فهناك طفل يموت كل 10 دقائق، وهذا وضع كارثي، ولكن عندما نركز على الوضع والحلول لهذه الأزمة فإن اليمن تنقصها سيادة الدولة، وأعتقد أن الرأي العام في الغرب لا يكترث بالسياسات الأجنبية بصفه عامه ولا يكترثوا في اليمن وكلكم على حق وكان هناك أيضا حديث على المستوى الدولي ولكن ليس بمحمل الجد وبالرغم من الانتقادات التي تواجهها المملكة في الغرب فيما يتعلق بقضية خاشقجي وتدخلها في حرب اليمن فإن الحوثيين والسعوديه هما الجانب السلبي لكن هذا لأن الكثير لا يعرفون من هم الحوثيين ومن أين أتوا، أغلبية السياسيين لايعرفون منهم الحوثيون وهذا أمر صادم وما أعنيه الآن الحركة الأولى من قبلكم يجب أن توضحوا أن المجموعات الذين مثلكم لا يمثلون الحوثي ولا السعودية بل تمثلون الشعب اليمني وتوضحون حقيقة الصورة للغرب ومن هم الحوثيون وعداءهم الأساسي للشعب اليمني، إنهم إرهابيون والعالم يعرف ذلك وبالنسبة للمنظمات غير الحكومية التي ترسل الأطباء والمنتجات إذا كان ذلك أسهل إذا كان قرار بايدن لايصنفهم كإرهابيين فبسبب صعوبة إرسال أشخاص من المنظمات غير الحكومية عندما يكون هناك إرهابيون في الميدان.

وأضاف “المنظمات الدولية وبقية المجتمع الدولي ربما يساعدوكم و ربما لا، اذا لم تقوموا بحركة جريئة الوضع سوف يسوء أكثر ويجب أن يتم وقف إطلاق النار، هذه من الأمور الأولى التي يجب تحقيقها، ويجب بالبدايه نزع التسليح والتطرف أولًا ويجب عليكم أن تتعاملوا مع مسألة التطرف والتشدد أولا”.

وختم مشاركته بالقول “أقول واختتم بالنظر إلى السياسات المعتمده في اليمن يجب عليكم إطلاق لجان مستقلة لدولة مستقلة ولايجب فقط دعوة الأمم المتحده والمنظمات الدولية فقط ويجب أن يكون لديكم وحدة في المجتمع المدني وسوف يساعدكم المجلس الدولي والحوار في هذا المجال”.

وشاركت الدكتورة أروى الخطابي، وهي أكاديمية وناشطة حقوقية ورئيس منظمة الكرسي المكسور لضحايا الألغام في اليمن بمداخلة وقالت” إن المجتمع الدولي لايفهم المشكله الواقعه في اليمن ولا يكترث للشعب اليمني والهدف فقط أن يقولوا إن اليمن بلد يعاني، وهم يتجاهلون المشكلة الحقيقي في اليمن، من جلب الحوثي لليمن، وكيف يمكن اعتماد إطلاق النار، فالحوثي يريد السيطرة على مأرب في أقرب فرصة

كما شارك مجدي الاكوع، الأمين العام للرابطة الانسانية للحقوق بمداخلة أخرى أكد فيها أن هناك في مأرب طرف واحد هو الحوثي يحشد لقتل المدنيين باسم الله ويدعمهم في ذلك حزب الله أكبر منظمة إرهابية، وهناك مجتمع مدني والجيش الوطني يدافع عن المدينة، مضيفًا أن الحوثيين يضربون المدينة بالصواريخ الباليستية، وعندما كانت الأزمة في الحديدة تحدث المجتمع الدولي عن الحديدة ولكن في مأرب لا نرى المجتمع الدولي.

من جهته قال نبيل الاسيدي، عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين في مداخلته :”الأمر الأول حالة الفوضى التي تعيشها حكومة بايدن من الانتقام من ترامب وكل قراراته كما حدث من إلغاء تصنيف الحوثي والأمر الثاني محاولة الحكومة الأمريكية إعادة الاتفاق النووي مع ايران وإعطاء الصلاحيات في تقاسم المنطقة من إيران، والأمر الثالث ابتزاز المملكة العربية السعودية وكل الحكومات الأمريكية تحاول ابتزاز المملكة”.

وأضاف الأسيدي :اليمن لاينظر لها بالجانب الإنساني فالمنظمات الدولية والأمم المتحده هم المستفيدون من الذي يحصل في اليمن، ف80 بالمائه من المساعدات تذهب للأمم المتحده ولايستفيد منها اليمنيون، أما الحوثيون فأرادوا الاستفاده من الفوضى ومن رغبة إيران في تحريك أذرعها في المنطقة من أجل المفاوضات مع أمريكا وللضغط على المجتمع الدولي كي يقدم لها تنازلات، والحوثي أحد أذرع إيران لذا يحاولون الآن دخول مأرب بشتى الطرق ولايهمهم الضحايا المدنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى